ترامب يوجه تعليمات لـ”آيس” بتعقب وترحيل مئات الآلاف من الأطفال المهاجرين

وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 23 فبراير 2025، تعليمات إلى إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية “آيس” لتعقب وترحيل مئات الآلاف من الأطفال المهاجرين الذين دخلوا الولايات المتحدة دون ذويهم، وفقًا لمذكرة داخلية حصلت عليها وكالة رويترز. يأتي هذا التوجيه ضمن خطة الإدارة لتوسيع جهود الترحيل الجماعي التي بدأت مع تولي ترامب منصبه في يناير 2025.

تشير البيانات الحكومية إلى أن أكثر من 600 ألف طفل مهاجر عبروا الحدود الأمريكية المكسيكية دون والديهم أو أوصياء قانونيين منذ عام 2019. ووفقًا للمذكرة، يهدف البرنامج، المعروف بـ”مبادرة الأطفال المهاجرين غير المصحوبين”، إلى تحديد أماكن هؤلاء الأطفال وترحيلهم، مع التركيز على من صدرت بحقهم أوامر ترحيل أو فاتتهم جلسات المحكمة، حيث تجاوز عددهم 31 ألفًا منذ ذلك العام.

حددت “آيس” ثلاث فئات رئيسية للاستهداف: “مخاطر الهروب”، و”السلامة العامة”، و”أمن الحدود”. وتشمل الفئة الأولى الأطفال الذين أُطلق سراحهم لرعاة ليسوا أقرباء مباشرين أو لديهم أوامر ترحيل سابقة. وبدأت المرحلة التخطيطية للعملية في 27 يناير 2025، دون تحديد موعد لبدء التنفيذ الميداني.

أكدت المذكرة أن الهدف يشمل أيضًا حماية الأطفال من الاتجار بالبشر أو الاستغلال، حيث أشار توم هоман، مسؤول الحدود في إدارة ترامب، إلى أن نحو 300 ألف طفل “مفقودين” قد يكونون عرضة لهذه المخاطر. ومع ذلك، يقول خبراء الهجرة إن العديد من هؤلاء الأطفال يعيشون مع أسرهم وليسوا مفقودين فعليًا.

شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعًا في أعداد الأطفال غير المصحوبين الذين يصلون إلى الولايات المتحدة، خاصة من أمريكا الوسطى والمكسيك، بدافع العنف والفقر في بلدانهم. وكانت السياسات الأمريكية السابقة تسمح لهم بالبقاء مؤقتًا تحت رعاية مكتب إعادة توطين اللاجئين قبل إطلاق سراحهم لرعاة، غالبًا أبويهم أو أقربائهم.

تأتي هذه الخطوة وسط جدل واسع، حيث يرى مؤيدو السياسة أنها ضرورية لضبط الهجرة غير الشرعية، بينما يحذر المنتقدون من تداعياتها الإنسانية على الأطفال وعائلاتهم.